أطلق المدعون الإيطاليون تحقيقا في ممارسات العمل داخل سلاسل التوريد لبيوت الأزياء الفاخرة ديور وأرماني. كشف التحقيق عن أدلة صادمة على استغلال العمال في المصانع التي تتعاقد معها هذه العلامات التجارية الراقية. تسلط النتائج، التي أوردتها صحيفة وول ستريت جورنال، الضوء على ظروف العمل القاسية التي يواجهها العمال المهاجرون غير الشرعيين الذين يعملون في هذه المصانع.
الاستغلال وراء الأزياء الفاخرة
كشف التحقيق أن المهاجرين غير الشرعيين، وخاصة المواطنين الصينيين، يعملون في ظروف مزرية، حيث يتلقون دولارين فقط في الساعة مقابل عملهم. يتم توظيف هؤلاء العمال في المصانع حيث يُطلب منهم العمل دون توقف تقريبًا، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع والأعياد، وغالبًا ما ينامون في الموقع بسبب ساعات العمل الشاقة.
في أحد الأمثلة، ورد أن ديور تدفع للعامل حوالي 57 دولارًا لإنتاج حقيبة واحدة، والتي تباع بعد ذلك بحوالي 2780 دولارًا في المتاجر. وبالمثل، تعوض أرماني مقاوليها بمبلغ 270 دولارًا لكل حقيبة، والتي تباع بعد ذلك بمتوسط 2000 دولار. إن التناقض الصارخ بين الأجور المدفوعة للعمال وأسعار التجزئة لهذه السلع الفاخرة يؤكد شدة الاستغلال.
المقاولون من الباطن تحت التدقيق
يستهدف التحقيق على وجه التحديد المقاولين من الباطن الذين استأجرتهم شركة جورجيا العمليات، وهي منظمة تصنيع تتولى الإنتاج لصالح أرماني. وقد نفى ممثلو أرماني أي مخالفات من جانب شركة جورجيا العمليات، المسؤولة عن إنتاج الملابس والإكسسوارات والديكور المنزلي لعلامات مجموعة جورجيو أرماني التجارية. ومع ذلك، يزعم المدعون الإيطاليون أن شركة جورجيا العمليات استأجرت مقاولاً من الباطن، والذي بدوره وظف مقاولين من الباطن صينيين غير مرخص لهم. ويتهم هؤلاء المقاولون من الباطن باستخدام عمال غير قانونيين وانتهاك لوائح الصحة والسلامة.
وقد أدت القضية إلى تحقيقات جنائية منفصلة ضد أربع شركات تصنيع صينية متهمة بالتوسط بشكل غير قانوني في توظيف العمال. وقد يكون لهذه التحقيقات آثار بعيدة المدى على صناعة الأزياء، وخاصة فيما يتعلق بمسؤولية العلامات التجارية الكبرى في ضمان ممارسات العمل الأخلاقية داخل سلاسل التوريد الخاصة بها.
النتائج الرئيسية للتحقيق
- ظروف العمل: يتقاضى العمال المهاجرون 2 دولار في الساعة، ويعملون بلا توقف، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية
- تسعير المنتجات: تدفع ديور 57 دولارًا لكل حقيبة للعمال؛ تباع الحقائب بمبلغ 2780 دولارًا. تدفع أرماني 270 دولارًا؛ تباع الحقائب بمبلغ 2000 دولار
- العمال الأساسيون: الأغلبية من المواطنين الصينيين الذين يعملون في المصانع
- قضايا المقاولين من الباطن: اتهمت شركة عمليات جورجيا، التي تتعاقد معها أرماني من الباطن، بتوظيف مقاولين من الباطن صينيين غير مرخص لهم باستخدام العمالة غير القانونية
- التحقيقات الجنائية: أربعة مصنعين صينيين قيد التحقيق بسبب ممارسات توظيف غير قانونية
التداعيات على صناعة الأزياء
يلقي هذا التحقيق الضوء على الجانب المظلم لصناعة الأزياء الفاخرة، حيث قد تكون المنتجات الفخمة التي نراها على منصات العرض وفي المتاجر نتيجة لممارسات عمل غير أخلاقية. ومع تطور القضية، فإنها تثير أسئلة بالغة الأهمية حول مساءلة العلامات التجارية الكبرى للأزياء في مراقبة وضمان الممارسات الأخلاقية داخل سلاسل التوريد الخاصة بها. وقد تؤدي هذه الاكتشافات إلى مزيد من التدقيق في دور الأزياء الأخرى ومقاوليها من الباطن، مما قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في ممارسات الصناعة.
في الوقت الحالي، يظل التركيز على التحقيقات الجارية والعواقب المحتملة على المتورطين. وتعمل هذه القضية كتذكير صارخ بأهمية المسؤولية الأخلاقية في الصناعات العالمية، حيث يأتي الطلب على السلع الفاخرة غالبًا بتكلفة بشرية باهظة.